Admin Admin
عدد الرسائل : 121 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: نظرة في مسيرة الجهاد المعاصر .. و تنبيهات مهمة السبت أغسطس 02, 2008 10:55 am | |
| نظرة في مسيرة الجهاد المعاصر .. و تنبيهات مهمة
بسم الله الرحمن الرحيم الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام .. و سبيل عزة الأمة و رفعتها .. وبدونه تفقد الأمة هويتها و تميزها .. وتقع في الذل و الانصياع لأهواء الكفار و المنافقين.. فالجهاد في الإسلام بمثابة الروح النابضة بالحياة و التي متى ما فارقت جسد الأمة ماتت الأمة.
الجهاد بمعناه العام يشمل مجاهدة النفس و مجاهدة الشيطان ، ومجاهدة الكفار و الفساق و المنافقين ، وهذا كله من الجهاد المأمور به شرعا كما هو معلوم..
{ يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليهم }.
((فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
وهو على مراتب كما في الآيات و الأحاديث .
قال - تعالى - : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر و المجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة .. } الآية.
فهذا يدل على تفاوت مراتب الجهاد، لأن القاعدين لا يخلون من جهاد أنفسهم و شياطينهم وجهاد الفساق و المنافقين، ولذلك لم يذمهم الله بل أثبت لهم الفضل في الجملة بقوله تعالى : { وكلاًّ وعد الله الحسنى } ولكن المجاهدين بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله كما في هذه الآية و كما في قوله تعالى : { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لايستون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين. الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم }.
وربما كان بعض القاعدين أفضل جهادا من بعض النافرين كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ((سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقام إليه فقتله )) أو كما قال عليه الصلاة و السلام. ونحوه حديث (( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
إذا تقرر هذا فالمراقب لأحوال الجهاد و المجاهدين في زماننا هذا يرى تفاوتا عظيما في مناهج المجاهدين في سبيل الله الذين يجاهدون لإعلاء كلمة الله.
- فنجد بعضهم يسلك طريق المواجهة المسلحة بغير ضوابط شرعية مبنية على الأصول الصحيحة المقررة عند العلماء، بل يبتدع لنفسه أصولا لم يسبق إليها ، ويميل إلى الغلو في تطبيقها على أرض الواقع ، متوسعا في استحلال الدماء و إخراج الناس من الملة بأدنى الشبهات دون مراعاة القواعد المقررة عند أئمة السنة.
وهؤلاء معظمهم فيما نحسب عندهم غيرة على الدين و صدق في نصرته ، غير أنهم ابتلوا بالعجلة و الانفعال الشديد الذي يمنع من النظر الصحيح مع قلة علمهم وفقههم غالباً ، وتأثرهم بأفكار بعض المتعالمين من أصحاب الغلو.
- ونجد فريقا آخر في المقابل يميل إلى الطرق السياسية ولو على حساب العقيدة، و يقدمون التنازلات تلو التنازلات ظنا منهم أن هذا مما تبيحه الشريعة أو توجبه تحقيقا للمصالح و درءاً للمفاسد.
وهؤلاء في الأغلب الأعم أكثر فقها و أعقل من الفريق الأول ، غير أن تساهلهم و تنازلهم ربما يكون في بعض الأحيان أو كثير منها أشد ضررا على الأمة من الناحية العقدية و العملية من بعض تشدد الفريق الأول، لا سيما إذا بلغ ببعضهم الأمر إلى الوقوف إلى جانب الكفار و المرتدين و المنافقين ضد المجاهدين الصادقين، أو إلى إقرار الأنظمة الجاهلية والمذاهب المنحرفة.
- هناك فريق ثالث يقف في الوسط ، و يجمع بين الفقه الشرعي و الجهاد المسلح تأصيلا و تطبيقا و دعما و توجيها، مع الاعتدال في القول و العمل ، و الشمولية في النظرة للواقع ، والتكاملية في علاج مشاكل الأمة ، مع الإنصاف والعدل ، والحكمة والفضل.
وعلى رأس هؤلاء العلماء الربانيون ، و أتباعهم الذين عنهم يصدرون و لتوجيهاتهم يقبلون ، من قادة الجهاد وجنودهم، وشباب المسلمين وكهولهم. ومنهم الدعاة المصلحون ، و الناصحون المخلصون، وطلبة العلم الموفقون.
كل من الفريق الأول و الثاني يسيرون في طريق مسدود، و يجرون الأمة إلى هاوية مهلكة، وإن كان كثير منهم - فيما نحسب ونرجو- مأجورين على اجتهادهم في نصرة الدين. ولكن الأمر على ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه : ( وكم من مريد للخير لم يبلغه )أو نحو ذلك.
من أراد نصرة الدين حقا، فعليه أن يتحرى الفريق الثالث و يسلك سبيله و يستمسك بغرزه، وإلا فدونه خرط القتاد ، ولو كان من أشجع الشجعان ، وأقوى الفرسان، ولو جاهد سنين طويلة ، وأزمنة مديدة ، ((فإنما الأعمال بالخواتيم))، والعاقل ينظر في عواقب الأمور لا في أوائلها فقط، والله الهادي إلى سواء السبيل.
و لترشيد مسيرة الجهاد وإنقاذه من الضياع و التشتت و الانحراف عن المسار الصحيح ، فقد كتبت بعض التنبيهات التي أسأل الله أن ينفع بها المسلمين ، و أن يطرح لها القبول عند المجاهدين ، وأن تكون بمثابة الخطوط العريضة التي تضبط جهادهم و تعينهم بإذن الله على توجيهه الوجهة السليمة و تجنيبه سبل الشيطان التي جماعها معصية الله و الابتداع في دين الله.
وقد رأيت أن أقوم بطرح هذه التنبيهات تباعاً تحت نفس الموضوع ، بحيث يكون الكلام كله مجتمعا في مكان واحد و يسهل الرجوع إليه بإذن الله.
و سأترك بعد كل تنبيه مجالا للنقاش حوله بإذن الله - تعالى - سائلا الله - عز و جل - أن ينفع بها كاتبها و قارئها و المسلمين، و أن يجعلها لي ذخرا إلى يوم الدين ، بمنه و كرمه.
ولست أدعي أن هذه التنبيهات لا خطأ فيها ، فإن العصمة ليست لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وقد قال - تعالى - : { و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } و حسبي أن بذلت وسعي في تحري الحق و بيانه ، فما أصبت فيه فمن الله ، وما أخطأت فمني و من الشيطان وأستغفر الله ، و أسأل الله أن ينفعني بنصح الناصحين ، و مناقشات الإخوة الأفاضل أجمعين ، و الله من وراء القصد. | |
|